التاريخ:21/8/2013
يوميات مواطن عادي
(9)
الى متى يبقى سيف التمويل مسلطا على رقاب العاملين في المؤسسات الاهلية؟!

والعاملون في المؤسسات الاهلية شأنهم شأن اي مواطن عادي، يركضون من اجل تأمين متطلبات حياة اسرهم العادية والطبيعية وبالكاد يستطيعون ذلك. يعملون ويبذلون جهدهم ويضعون خبرتهم وتجربتهم في خدمة مجتمعهم وقضاياه المختلفة، في غالبيتهم من المناضلين الوطنيين الذي قضوا سنوات عديدة من اعمارهم في سجون ومعتقلات الاحتلال بسبب دورهم ونضالهم الوطني. وغالبيتهم الساحقة لا يتقاضون تلك الرواتب الخيالية التي يحاول البعض الترويج “بالتلميح احيانا وبالتصريح في احيان اخرى” بانهم يتقاضونها، رواتبهم “وامتيازاتهم” قريبة بشكل عام من سلم الرواتب العام في بلادنا، شأنهم شأن موظفي القطاع العام.

حدثني الكثير من اصدقائي ومعارفي العاملين في هذه المؤسسات انهم يعيشون بصورة مستمرة بين المطرقة والسندان. مطرقة “الهالة” التي يحاول البعض تصويرهم بها من ناحية الرواتب والامتيازات، وسندان “بعض” ادارات هذه المؤسسات التي تمارس تجاههم سياسة متعددة الابعاد والاتجاهات وهدفها الرئيسي استمرار الضغط عليهم لابقائهم في حالة من الدفاع عن انفسهم ووظائفهم، وتتجلى في سياسة هدفها العام هو محاولة تكميم افواههم وتحويلهم الى ما يشبه الروبوتات التي لا تعرف ولا تفقه سوى الأوامر التي تعطى لها. ومع ذلك يصمد الكثير منهم، ولا يزالون يقاومون، وتصمد اجسادهم بين المطرقة والسندان.

حتى لا يساء الفهم، بل وربما حتى لا يأخذ البعض ما يريده من المقالة على نمط “ولا تقربوا الصلاة…” ويترك البقية فإنني أوضّح ما قصدته حين أشرت الى إدارات بعض المؤسسات الاهلية وذكرت كلمة “بعض”، وانا فعلا اعنيها. لان اصدقائي ومعارفي يتحدثون عن ان “معظم” ادارات هذه المؤسسات لا تختلف في شيء عن مواصفات موظفيها التي ذكرتها اعلاه، وهي جزء لا يتجزأ منهم، ولذلك استطاعت هذه المؤسسات، موظفين وادارة، شق طريق وتحديد هوية وطنية ومجتمعية واضحة لها في ممارسة دور تنموي متميز في المجتمع الفلسطيني مكمّل لدور المؤسسات الاخرى. اما “البعض” الذي قصدته وبلورت بعض مواصفاته مع العديد من الاصدقاء فانه اصلا لم يكن جزء من المؤسسة، وانما فرض نفسه عليها بقوة وتأثير التمويل الذي تدفق في يوم من الايام، بحساب وبدون حساب، وكرس “البعض” نفسه في الادارة مستعينا بفلسفة تقوم على الاستقواء بالتمويل اولا، وسياسة فرق تسد بين الموظفين ثانيا، وسياسة محاولة كم الافواه ثالثا. هؤلاء هم من يتقاضون رواتب خياليه، واصحاب الامتيازات التي تحدث الكثيرون قبلي عنها دون حرج، وربما سيتحدث كثيرون بعدي عنها بالتفصيل في منابر مختلفة.

لسان حال هؤلاء البعض يقول “طالما انني قادر على تجنيد التمويل” فانني امتلك الحق في مختلف الامتيازات”، وليس من حق احد ان يناقش، او حتى يفهم ذلك، سواء داخل المؤسسة او خارجها. نسي هؤلاء او تناسوا ان مجمل التمويل لهذه للمؤسسات الاهلية وغيرها يأتي تحت عنوان عام هو “تنمية المجتمع الفلسطيني” وليس تحت اي شعار آخر. نعم الكثير من المؤسسات انخرطت في هذا المسار، وموظفيها ايضا. اما نخبة “البعض” فقد انخرطوا في تكديس الاموال والامتيازات ومراكز القوة والنفوذ، وقدموا نموذجا سلبيا عن هذه المؤسسات ودورها.

هذه الايام، وفي ظل حالة من انحسار وتراجع بعض مصادر التمويل لهذه المؤسسات، خاصة بعد “الربيع العربي” وتوجهه الى عدد من هذه البلدان، فان هناك اتجاها عاما لتقليص الموازنات ومجالات الصرف. هنا تكمن المشكلة التي يتحدث الكثير من اصدقائي حولها، التقليص يبدأ من الموظفين ويمر عبرهم وينتهي بهم، تقليص اعدادهم، اي فصلهم من العمل، او بعبارت اكثر تنميقا “انهاء عقودهم”، تقليص الرواتب، حرمان بعضهم من اجور المواصلات، او التأمين الصحي مثلا.. الخ من الامور والحقوق الوظيفية. وهكذا الحال ف “كلما دق الكوز في الجرة” يوجه السيف الى رقاب العاملين والموظفين، في حين يحتفظ “البعض” بامتيازاته مدعوما بسلسلة من المقولات والاقوال والادعاءات التي يصرفون مزيدا من الوقت والمال من اجل محاولة ترويجها. لذلك فان لسان حال الموظفين والعاملين في هذه المؤسسات يرتفع يوما بعد يوم بالقول “الى متى يبقى سيف التمويل مسلطا على رقابنا؟

 

انتهى
نبيل دويكات
رام الله- 21 آب 2013
Nabilsd2004@yahoo.com
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=622799
http://www.wattan.tv/new_index_hp_details.cfm?id=a346755a4223335&c_id=9
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/08/21/303632.html

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *